يوم عرفة

نواره الحربي:أزياء_   التاسع من ذي الحجة،يوم عظيم ،يوم مشهود ،يوم مفاخرة للإسلام والمسلمين ،يوم مغفرة الذنوب والتجاوزعنها ،والعتق من النار ،يوم المباهاة بأهل الموقف “أهل عرفة”،كمافي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها عن النبي ،صلى الله عليه وسلم ،قال:”مامن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ماأرادهؤلاء.وقد أتم فيه الله تعالى نعمته على المؤمنين بإكمال الدين قال تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}[سورة المائدة،الآية:3 ]،وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رجلاً من اليهود قال له:ياأمير المؤمنين آية في كتابكم لوعلينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. فقال عمر رضي الله عنه:إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه ،نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ،قائم بعرفة يوم جمعة.وقيل انه الشاهد الذي أقسم الله به في قوله{وشاهدً ومشهود}[سورة البروج،الآية:3] وفي مسند أحمد عن النبي ،صلى الله عليه وسلم ،قال:”إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثاًغبراً”

فهنيئاً لكم حجاج بيت الله بهذا اليوم العظيم و هذا الشرف العظيم .فينبغي لك أخي الحاج أن تغتنم هذا اليوم بالإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق ،فإنها أصل الدين الاسلامي  الذي أكمله الله تعالى في هذا اليوم ،وقد ذُكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر دعائه يوم عرفة “لاإله إلاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ” وروى الترميذي عن النبي ،صلى الله عليه وسلم ،قال :”خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ماقلت أنا والنبييون من قبلي لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.وقد كانت أحوال الناس في يوم عرفة متنوعة بين الخوف والرجاء ،وقف أحد الصالحين بعرفه فمنعه الحياء من الدعاء فقيل له لم لاتدعو فقال أجد وحشة فقيل له هذا يوم العفو عن الذنوب فبسط يديه ووقع ميتاً.ومن أولئك الناس في الموقف بعرفة، من كان يغلب عليه الرجاء ،قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان فقلت له :من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟قال:الذي يظن أن الله لايغفر له.فاتق الله أيها الحاج ،وأخبت الى ربك ،وأخضع لجنابه ،وانكسر بين يديه ،وتب اليه ،ثم أعلم أن الله يقبل منك إذا علم صدقك وإخلاصك ،ثم اعلم أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ،قال تعالى :{قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفورالرحيم}،[سورة الزمر، الآية:53]. فينبغي على المسلمين استغلال هذه اللحظات، بالاجتهاد في العبادات، والحرص على الطاعات، والإكثار من الدعاء والذكر والتلبية والاستغفار والتضرع وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه وظيفة هذا اليوم، فالحج عرفة. قال عطاء بن أبي مسلم الخرساني: “إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فأفعل”.تقبل الله من الحجيج وجميع المسلمين دعائهم وجميع عباداتهم ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .