فضل الصدقة والجود في رمضان.

مقالات عامة

نوارةالحربي ـ أزياء:

الاسلام دين الإحسان والكرم ،وشهر رمضان شهر الجود ،شهر الخير والبر والعطاء ،فيه تتغير النفوس، فرمضان خير معلم ومربي في تربية المسلمين على هذه المعاني الاسلامية ،فيتسابق المسلمون في أنواع الجود ،فيجودون فيه على إخوانهم من المحتاجين والفقراءوالمساكين .
ويحسن بالمسلم أن يوسع دائرة جوده في رمضان”قال الشافعي رحمه الله :أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءبرسول الله صل الله عليه وسلم .والجود من الخصال الحميدة التي يحبها الله تعالى ،ويحبها رسوله صل الله عليه وسلم والملائكة والمؤمنون .
وابواب الجود أمام المسلم في هذا الشهر خاصة كثيرة، فيحسن أن يوصل جوده إلى الوالدين ، والأقارب والجيران،وإلى جميع المسلمين .والجود يشمل الجود بالمال ،وجود الاخلاق الفاضلة بحسن المعاملة وقضاء الحوائج وعيادة المرضى والعطف على الفقراء.

ويحسن بالمسلم أن يظهر جوده في شهر رمضان شهر الجود ،فالله سبحانه يحب من عباده أن يجود بعضهم على بعض ،ليجود عليهم بجوده وفضله العميم.
وشهر الصيام زمن العبادات فهو شهرالقران والتسبيح والبروالمواساة،قال عليه الصلاة والسلام (من فطر فيه صائمًا؛ كان كفارة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له من الأجل مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئًا‏).
ويذهب العلامة ابن رجب رحمه الله إلى أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال (إن في الجنة غرفاًيرى ظهورها من بطونها وبطونها منه ظهورها.قالوا:لمن هي يارسول الله ؟قال:لمن طيب الكلام ،وأطعم الطعام ،وأدام الصيام ،وصلى بالليل والناس نيام).فهذه الخصال كلها تكون في رمضان ،فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام ،والصدقة.
والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الجنة.ولأن أعانة الصائمين على التقوى بإعانتهم على طعامهم وشرابهم لهذا يشرع للصائم تفطير الصوام معه إذا فطرحتى يكون ممن أطعم الطعام على حبه.
والتصدق والجود في شهر رمضان فيه إقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم الذي كان يكثر من الصدقة في شهر رمضان الكريم كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلي الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ).
بالإضافة إلى أن الطاعات عمومًا تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل ، فيضاعف الأجر والثواب لشرف الزمان ،وأعظم ذلك شهر رمضان الذي جعله الله موسمًا للخيرات وفعل الطاعات ورفعة الدرجات‏.‏
قال تعالى : {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.[سورة الحديد (11)].