هنيئاً لنا قدومك ياشهر الخير.

نوارةالحربي ــ أزياء:

المسلمون في كل انحاء المعمورة يتطلعون إلى هلال شهر رمضان ويفرحون بمقدمه،وذلك أن رمضان يحمل معاني وذكريات ومناسبات لها صلة وثقية بحياة كل مسلم .وقدكان رسول الله صل الله عليه وسلم يتطلع إلى هلال شهر رمضان ويفرح بمقدمه،ويبشر أصحابه ويبين لهم أهمية هذا الشهر ،قال المصطفى صلوات الله عليه وسلامه:[ أتـاكم شـهر رمضـان , شـهر بركـة , يغشـاكم الله فيه بـرحمته , ويـحط الخطـايـا , ويستجيب الدعاء , ينظر إلى تنافسكم فيه , ويباهي بكم ملائكته , فأروا الله من أنفسكم خيراً , فإن الشقي من حرم رحمة الله]أخرجه الطبراني،وروى ابوهريرة رضي الله عنة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال://[ إذاجاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار،وصفدت الشياطين].

إنه الشهر الذي يأتينا مرة كل عام وننتظره بشوق وشغف،فيحل علينا ضيفًا عزيزًا،وإدراك رمضان فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير.
وشهر رمضان موسماًللخير والعطاء والفلاح،موسم للأعمال الصالحة من صيام وقيام وقراءة القرءان وصدقة وإحسان،وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره.

والصوم مدرسة في تهذيب النفوس والابدان وميدان تحدي للعزائم والإرادات،وفيه تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله سبحانه وقهر للهوى،وتقوية للإرادة،كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة، والألفة والإخاء،فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة،ومن صام رمضان صفت روحه، ورق قلبه،وجاشت مشاعره.قال صل الله عليه وسلم “مَنْ فَطّر صائمًا كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىء” رواه الترمذي.وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم جواداً كريماً،وكان أجود مايكون في رمضان،وأجود بالخير من الريح المرسلة.

والصيام سياج للتقوى والأدب،وعفة للسان والنفس،وقد جأت التوجيهات النبويةفي توجيه الصائمين إلى التحلى بالصبر والأدب وعفة اللسان في مواجهة جهالة الجاهلين .قال صل الله عليه وسلم ://[إذا كان يوم صوم أحدكم فلايرفث ولايصخب،وإن سابه أحد،أو قاتله فليقل :إني صائم ]صحيح البخاري.

ولا شك أن مكانة الصيام عظيمة في الاسلام،فهو من أشرف العبادات وأكرمها عند الله تعالى، ذلك أن الله تعالى لم يخص فريضة ،أو عملاً وينسبه لنفسه إلا الصوم فإنه سبحانه وتعالى نسبه لنفسه بقوله في الحديث القدسي : {كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به} الحديث.

فيجب علينا استقبال شهرالخير والإحسان بالخير والإحسان ,بالتوبة وترك المنكرات وعلينا بصلة الأرحام وبر الوالدين فإنها ترضي عناالرحمن ونفوز بها بالجنان.

فهنيئاً لنا بقدومك ياشهر الخير .